Eritrean National Council for Democratic Change

بيان المجلس الوطني الإرتري 

في الذكرى الثامنة والعشرين لاستقلال إرتريا

جماهير شعبنا الإرتري،

يصادف 24 من مايو الذكرى الثامنة والعشرون لاستقلال إرتريا من الاستعمار الإثيوبي، الذي تحقق بفضل النضالات السلمية والمسلحة التي خاضها شعبنا الإرتري، وتضحيات جسيمة قدمها على مدى نصف قرن تقريبًا.

 

لاشك أن العدو الإثيوبي استخدم  أبشع الوسائل القمعية ضد الشعب الإرتري، في محاولة يائسة لدفعه للاستسلام والخضوع  لرغباته التوسعية وضم أرضه قسرًا، إلا أن الأيام جاءت لتثبت بأن تقديرات العدو لإرادة الشعب الإرتري كانت خاطئة، حيث قام شعبنا، بعد أن وصلت نضالاته السلمية إلى طريق مسدود، بتفجير ثورة مسلحة تحت راية جبهة التحرير الإرترية في الفاتح من سبتمبر عام 1961 بقيادة البطل الشهيد حامد ادريس عواتي،  والتي تحولت لأطول ثورة تحرر وطني في القارة الأفريقية، تفانى فيها شعبنا في رسم  أروع الملاحم البطولية مهرها بالدم والعرق، رفضًا للضيم والقهر والإلحاق، وطلبًا للاستقلال الناجز  لكامل التراب الإرتري. وكانت لشعبنا ما أراد، حيث دشنت طلائع الجيش الشعبي لتحرير إرتريا نضالات شعبنا البطولية في 24 من مايو1991، بطرد قوات الاحتلال الإثيوبي البغيض وتحرير كامل التراب الوطني.

كان شعبنا تحدوه آمال عراض، بعد أن تمكن بجدارة من تحرير ترابه الوطني، في أن يعيش على أرضه معززًا مكرمًا، ويطوي صفحات عقود الحرمان والظلم التي عاشها في ظل الاحتلالات المتعاقبة على وطنه. ليفتح صفحة جديدة لبناء الوطن في ظل دولة القانون وبمشاركة كافة مكوناته السياسية والاجتماعية. إلا أن هذه الآمال سرعان ما تبددت، بفعل التوجه الإقصائي لقيادة الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا، التي آلت إليها السلطة بعد التحرير، حيث دشن رأس النظام إسياس أفورقي عهده الديكتاتوري بالخطاب الذي ألقاه في ستاد أسمرا الكبير  في 20 /6/1991 أمام جماهير إرترية محتشدة، بإعلان حظر لأي نشاط سياسي في البلاد خارج تنظيمه. ومنذ ذلك التاريخ سار النظام بوتيرة سريعة نحو انتهاج سياسات هدامة على كافة المستويات، وأحال البلاد إلى سجن كبير، واقتاد الشباب إلى معسكرات التجنيد الإجباري، ورمى بالآلاف من الوطنيين الأحرار في غياهب السجون والمعتقلات، بما فيهم قيادات بارزة في الجبهة الشعبية نفسها، دون توجيه تهم ضدهم أو تقديمهم إلى محاكمات علنية. وفضلا عن ذلك فقد أشعل فتيل الأزمات والقلاقل مع كافة دول الجوار، وتسبب في اندلاع حروب معها خلفت مآس عديدة لشعبنا ولشعوب دول الجوار. ودفعت هذه السياسيات التدميرية الآلاف من أبناء شعبنا، وفي مقدمتهم الشباب، إلى الفرار بجلودهم من جحيم هذا النظام بحثًا عن ملاذ آمن في شتى بقاع العالم.      

يا جماهير شعبنا الإرتري،،

تأتي ذكرى الاستقلال في هذا العام، وقد وصلت معاناة الإرتريين من قبل النظام الديكتاتوري الشمولي ذروتها، وسيادتنا الوطنية أصبحت مهددة نتيجة العلاقات المشبوهة التي ينسجها النظام القائم مع دول وجهات عديدة. كما نحتفل بهذه المناسبة والأوضاع الاقليمية تشهد تطورات دراماتيكية متسارعة، الأمر الذي قد تترتب عليه تأثيرات بالغة على أمن واستقرار بلادنا والمنطقة. ونشير في هذا السياق إلى أن اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة الاثيوبية ونظام إسياس أفورقي، في تغييب متعمد للشعب الإرتري، أصبحت مصدر قلق لشعبنا الإرتري وقواه الحية. وفي الوقت الذي نعيد التأكيد فيه على ترحيبنا المبدئي بتحقيق السلام بين شعبنا وشعوب دول المنطقة، ومن بينهم إثيوبيا، إلا أننا نحذر بشدة بأن شعبنا، الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل وطنه وانتزاع استقلاله، لن يقبل بانتهاك سيادته أو بالانتقاص من استقلاله الوطني. وعليه، فإننا ندعو الحكومة الإثيوبية بأن تعيد النظر  في تعاملها مع ملف العلاقات مع النظام الديكتاتوري القائم في إرتريا. وفي الوقت نفسه نطالبها بالإسراع في ترسيم الحدود مع إرتريا، وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة.

إن السلام المزعوم مع إثيوبيا أسقطت ورقة التوت عن نظام "هقدف" الشمولي، وانكشفت توجهاته الحقيقية أمام شعبنا، مما ادت الى اتساع رقعة رفض جماهيرنا شعبنا له في كل مكان، حيث ينتشر حراك جماهيري واسع النطاق، داخل وخارج البلاد، تحت شعار (كفى)، وغيرها من أشكال الاحتجاجات التي تتصاعد يومًا بعد يوم .

يا جماهير شعبنا الصامد،،

تُطل الذكرى الثامنة والعشرون للاستقلال في  هذا العام بعد أن عقد المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي مؤتمره الثاني بنجاح في أبريل الماضي، الذي اتخذ فيه جملة من القرارات الهامة ووضع برنامجًا وطنيًّا طموحًا، وجدت ترحيبًا واسعًا من قطاعات كبيرة من أبناء شعبنا. وإننا نعاهد شعبنا بأن المجلس الوطني الإرتري سيبذل قصارى جهده ويسخر كل طاقاته من أجل توحيد جهود قوى المعارضة الإرترية وتفعيل دورها النضالي من أجل الإسراع في  خلاص شعبنا من النظام الديكتاتوري وبناء مستقبل أفضل له ولأجياله القادمة من خلال إقامة دولة العدل والقانون.

وفي هذه المناسبة المجيدة نتوجه بالتحية والتقدير للشعب الإرتري، الذي ضحى بكل غال ونفيس من أجل صناعة هذا اليوم التاريخي، ونخص بالتقدير والإكبار شهداء الثورة الإرترية الذين عبدوا لنا طريق الحرية والعزة والكرامة بدمائهم الطاهرة الزكية. وندعو جماهير شعبنا الإرتري، في الداخل والخارج، إلى الحفاظ على مبادئ ثورتنا المجيدة، والمشاركة الفعالة في النضال الجاري من أجل استكمال أهداف ثورتنا المتمثلة في بناء دولة الحرية والعدالة والمساواة.

عاشت إرتريا حرة  أبية ومستقلة.

النصر لنضال الشعب الإرتري من أجل التغيير الديمقراطي.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

مكتب الاعلام والثقافة

 للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي

24