الأخ المناضل/ الدكتور أحمد دين صالح رئيس حزب الوطن الديمقراطي الإرتري
الأخ المناضل/ محمد أحمد سفر رئيس اللجنة التحضيرية وأعضاء اللجنة التحضيرية
الإخوة المناضلون قيادة وعضوية حزب الوطن "حادي"
المناضلون والمناضلات أعضاء المؤتمر العام السابع لحزب الوطن
الإخوة ممثلو فصائل المعارضة الوطنية الإرترية والناشطين الإرتريين
السادة أصدقاء الشعب ا لإرتري، وعلى رأسهم الرئيس السابق الدكتور منصف المرزوقي
أصالة عن نفسي ونيابة عن قيادة المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي وكافة مكوناته التنظيمية والمدنية، المنضوين في المجلس الوطني الإرتري، أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لدعوتكم لنا لنشارك معكم في افتتاح مؤتمركم العام السابع الذي يعقد تحت شعار هام "معًا لبناء وطنٍ يسع الجميع"، متمنين كل نجاح لهذا المؤتمر، والخروج بنتائج تعزز نضالات قوى المعارضة الوطنية الإرترية من أجل إنقاذ الشعب والوطن من النظام الديكتاتوري القائم.
الإخوة والأخوات،
يأتي مؤتمركم هذا، وإرتريا ومنطقتنا تشهدان تطورات سياسية بالغة التعقيد. فمن ناحية لا يزال النظام الديكتاتوري القائم في إرتريا يواصل نهجه السياسي المدمر لكافة مقدرات البلاد، ويستمر في سياسة الهيمنة والتهميش والإقصاء والتهجير القسري وسياسة "فرق تسد" الممنهجة، سعيًا وراء تفكيك المجتمع الإرتري وخلق صراعات وهمية بين مكوناته المختلفة. ومن ناحية أخرى مازال النظام مصر على أن يورط بلادنا في الصراعات الإقليمية والدولية والدخول في المحاور والأحلاف المتصارعة في المنطقة. ولا نعتقد أن كافة الوطنيين الإرتريين يختلفون في أن استمرار الوضع الحالي سيعرض مستقبل كياننا الوطني وسيادتنا الوطنية لمخاطر جمة، ويشكل أيضًا تهديدًا صارخًا للوحدة الوطنية القائمة على التنوع والشراكة الوطنية.
الإخوة والأخوات
تهب هذه الأيام رياحٌ عاتية في منطقتنا بعد التطورات المتلاحقة والحروب الداخلية المدمرة التي شهدتها إثيوبيا والسودان، والتي تتجه إلى منحى خطير وخاصة في السودان الشقيق. هذه التطورات وتداعياتها سيكون له تأثير كبير على حاضر ومستقبل المنطقة، وستواصل شعوبنا في دفع الأثمان الباهظة لمغامرات القيادات المهيمنة على مقدرات دولنا في المنطقة، وللتدخلات الخارجية في شؤونها.
الإخوة والأخوات،
إن هذه الأوضاع التي تمر فيها إرتريا والتطورات المتسارعة التي تشهدها منطقتنا، تحتم على قوى المعارضة الوطنية الإرترية أن ترتقي بنضالاتها وتوحد صفوفها من أجل التصدي لمهامها الحقيقية، وتسريع الخطى باتجاه تخليص شعبنا من الحكم الديكتاتوري البغيض وإحداث التغيير الديمقراطي المنشود. ولا شك بأن حالة الضعف التي تمر به قوانا السياسية جعلنا عاجزين عن التعامل مع الأحداث المتسارعة والمتغيرات الإقليمية والدولية، بشكل تخدم الأهداف التي ينشدها شعبنا الإرتري. وانطلاقًا من هذا الفهم ظل المجلس الوطني الإرتري، انطلاقًا من القرار الواضح في مؤتمره الثاني بشأن إقامة مظلة وطنية واسعة، يسعى إلى تفعيل مؤسساته المختلفة، وخلق تواصل مستمر مع القوى السياسية والمدنية خارجه والحراك الشعبي الذي ينتظم العالم كله في هذه المرحلة، وصولاً إلى حشد الطاقات الوطنية كافة وتسخيرها في معركتنا ضد النظام الديكتاتوري القائم. وعلى الرغم من أنه كانت مؤشرات إيجابية في تجاوب بعض القوى السياسية مع مبادرة المجلس الوطني، إلا أن الأمر قد توقف لأسباب عديدة، لا يتسع المجال هنا لسردها، وسيأتي الوقت المناسب لتناولها وتمليك الحقائق لمكونات المجلس الوطني عبر الطرق الرسمية.
إننا كقوى وطنية تناضل من أجل التغيير الديمقراطي، مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالوقوف مع الذات، وتقييم أنفسنا بصدق وبموضوعية، ومعرفة جوانب القوى والضعف فينا، وذلك حتى نجد الحلول الناجعة لأزمتنا المستمرة منذ سنين طويلة.
إن المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي، كمظلة وطنية جامعة التي قامت من أجل إسقاط النظام الديكتاتوري القائم في إرتريا وإقامة نظام ديمقراطي بديل، يُعدُّ إنجازًا وطنيًّا تحقق نتيجة جهود نضالية كبيرة بذلتها مكوناته المختلفة، وأعتقد بأننا لا نختلف على أهمية الحفاظ عليه وتعزيز دوره النضالي عمليًّا. إلا أن هذا لن يتأتى إلا إذا كانت مكوناته نفسها قوية، سياسيًّا وتنظيميًّا وجماهيريًّا، وقامت بتسخير جُل طاقاتها من أجل العمل المشترك، وتطوير المؤسسات المختلفة للمجلس الوطني. فالمعادلة ببساطة، حسب رأيي المتواضع، تتمثل في أن قوة المجلس وفعاليته تعتمد على وجود تنظيمات قوية ومتماسكة وفاعلة فيه، فضلًا عن قيادة مؤهلة تترجم ذلك إلى الواقع العملي. وانطلاقًا من هذا الفهم، فإن مؤتمركم هذا مطالب بشدة أن يقيم مسيرة المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي بموضوعية، بما لها وما عليها، والخروج بتصورات ورؤى تساعدنا جميعًا على تلمس الطريق الصحيح لتعزيز الدور القيادي المؤسسي للمجلس الوطني الإرتري في النضال الجاري من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة في بلادنا.
الإخوة والأخوات،
يتابع العالم بأسره منذ السابع من أكتوبر الماضي حرب مدمرة في فلسطين المحتلة، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني، لخمسة أشهر تقريبًا، لأبشع أنواع الإبادة والتهجير على مرأى ومسمع من العالم. ولا يسعني في هذا المجال إلا أن أتقدم بدعوة صادقة إلى المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته والعمل على وقف هذه الحرب ودعم كل الجهود الرامية إلى المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تفضي في أسرع وقت لحل عادل ودائم للصراع العربي الإسرائيلي. ونعتقد بأن استمرار دائرة العنف دون إيقافها وردع المعتدي من شأنه تقويض جهود السلام وحل الدولتين.
الإخوة والأخوات رئيس وأعضاء قيادة حزب الوطن الديمقراطي الإرتري،
مرة أخرى أحييكم باسم قيادة المجلس الوطني الإرتري وكافة مكوناته السياسية والمدنية وممثلي الجاليات الإرترية المنضوين في المجلس، وأعبر لكم عن أمنياتنا الصادقة بالتوفيق والنجاح لمؤتمركم العام السابع، مؤكدًا حرصنا المبدئي على تعزيز دور حزبكم، كما كان دائمًا، في مؤسسات المجلس الوطني وكافة العمل الوطني لما فيه مصلحة إرتريا وشعبها.
عاشت إرتريا حرة ومستقلة !
النصر لنضال شعبنا من أجل التغيير الديمقراطي!
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ! !